لأول مرة فى تاريخ الإسلام.. تأسيس أول هيئة لدور الإفتاء بالعالم لتوحيد الفتوى.. وشوقى علام: تستهدف التصدى لفوضى المتطرفين وغير المتخصصين
شهدت مصر والعالم الإسلامى حدثا هو الأول من نوعه فى تاريخ الاسلام، بالإعلان عن تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية- وذلك خلال مؤتمر صحفى عقد اليوم الثلاثاء، للإعلان الرسمى عن الهيئة.
الأمانة العامة لدور الإفتاء
قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية إن مفتيى العالم اجتمعوا لما يقرب من الثلاث ساعات، لإنشاء اللائحة التنفيذية لتأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، ومقرها جمهورية مصر العربية. وأضاف أن تلك الأمانه نشأت عن توصية لمؤتمر دار الإفتاء فى شهر أغسطس الماضى، إيمانا بألا يخوض غمار الفتوى إلا المتخصصون ،حيث إن الهيئة تهدف إلى رفع كفاءة الآداء الإفتائى لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائى علمى رصين، ومن ثم زيادة فعاليتها فى مجتمعاتها، حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية. وتابع أن من أهداف الهيئة ترسيخ منهج الوسطية فى الفتوى، وتبادل الخبرات العملية والعلمية لدور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائى، وتقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمى بصوره المختلفة ،والتصدى لظاهرة الفوضى والتطرف في الفتوى.
وكشف عن آليات الأمانة، وهى دراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهادا أصيلا فاعلا بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلامى، والمنفتحة على تطور الفكر الإسلامى، والتدريب على مهارات الإفتاء، وهيكل علمى وإدارى يحقق أهداف الأمانة، وللأمانة هيئة بحثية متخصصة لدراسة وبحث القضايا الإفتائية المستجدة، وعضوية الأمانة متاحة لكل الدول الإسلامية حول العالم طبقا للائحة الأمانة. وتعقد الامانة مؤتمرا علميا سنويا لمناقشة القضايا المستجدة ،وتصدر الامانة دورية علمية محكمة تنشر فيها البحوث العلنية والدراسات الفقهية.
داعش
وذكر الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إننا ننكر ونجرم ماتفعله داعش وينبغى أن يواجه هذا الإرهاب بكل قوة من كل النواحى التى تؤدى إلى استئصاله. وأضاف علام فى المؤتمر الصحفى للإعلان عن تأسيس أمانة عامة لدور الإفتاء بدول العالم، أن الأمانة ستتعاون بشكل كامل مع كل المجامع الفقهية فى دول العالم وتفتح الباب لكل الآراء لأننا نبحث عن الحق فى كل مكان، ونستفيد من آراء كل المفتيين ، مشيرا إلى أن آراء الأمانة العامة غير ملزمة . ونوه إلى أننا فى الحقيقة نحتاج إلى بناء علمى وبناء منهجى ويتأتى ذلك من ضبط الفتوى وتأهيل المتخصيين للتصدر للإفتاء ومشكلتنا أن هناك أناس كثيرين تصدروا للفتوى وهم من غير المتخصصين. وتابع: أن المجلس التأسيسى لأمانة دور الإفتاء يفتح الباب لكل المفتيين الذين يريدون أن ينضموا للأمانة من كل دول العالم بحيث نقل قدر الإمكان من الإختلاف والتنسيق فى الأمور المختلف عليها. وأكد، أن مصر حذرت وماتزال كل دول العالم من خطورة الإرهاب الذى لاتقره الأديان ولايقبل به أحد ،مضيفا أن داعش أضر بالإسلام والمسلمين، ونحتاج لبذل جهود كثيرة بسبب فعل هؤلاء، موجها التحية للمملكة العربية السعودية لإنشائها قوة دفاع مشتركة من الدول الإسلامية.
واستطرد خلال مؤتمر صحفى للإعلان عن إنشاء الأمانة العامة لدور الإفتاء: إننا نحتاج إلى بناء منهج إذا ضبطنا الفتوى، وثقفنا من يفتون، ففى هذه الحالة نقضى على كثير من المشكلات، وسبب الأزمة تصدى غير المتخصصين فى الفتوى، والباب مفتوح أمام الدول التى ترغب فى الانضمام للهيئة.
وتابع أن مواجهة الارهاب تحتاج إلى تضافر جهود الدول، ولا شك أن التحالف الذى أعلنته المملكة العربية السعودية نادت به مصر من قبل، مشيرا إلى أن التعاون مطلوب من دور الإفتاء، لتبين الحكم الشرعى وتفضح مفاهيم الجماعات المتطرفة وتوضح الرأى الصحيح.
مستشار المفتى
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم ، مستشار مفتى الجمهورية، أن إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، يعد مبادرة مصرية خالصة تسهم فى عودة الريادة الإفتائية لمصر، بعد ظهور كيانات سياسية زائفة استغلت بعض مدعى العلم لترويج أفكارها المتطرفة البعيدة عن وسطية الدين الإسلامى.
وأضاف نجم، أن الأمانة العامة تهدف إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء، ودراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهادًا أصيلاً فاعلاً ، بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلامى والمنفتحة على تطور الفقه الإسلامى.
و قال الدكتور محمد مطر الكعبي ،رئيس الشئون الاسلامية بدولة الامارت،لليوم السابع، ان تحالف دور الافتاء في العالم هو تحالف اسلامي يوازي التحالف العسكري،مشيرا الي ان الواقع المرير التي تعاني منه بعض الشعوب هو نتيجة افكار .
حضر المؤتمر الدكتور صالح بن حميد ،مستشار الديوان الملكي السعودي،والدكتور مأمون عبدالقيون،رئيس جزر المالديف السابق،والدكتور عبداللطيف الدريان،مفتي لبنان،ومفتي تشاد والفلبين والشيشان،و عمان ،والامارات،وكازخستان،وفرنسا.